الدول المتقدمة متجهة لا محالة الى نظام Universal Basic Income ، وهو نظام اقتصادي قائم على منح اجرة شهرية لكل المواطنين تسمح لهم بتغطية حاجياتهم الاساسية، نقترب من هذا النظام الاقتصادي بعد الثورة الاخيرة في الذكاء الاصطناعي الذي سيجعل مردودية الروبوت اعلى عشر مرات من الانسان وافضل منه جودة ودقة وبالتالي نمو اقتصادي اكبر، سيتم اللجوء الى فرض ضرائب اضافية على الشركات التي تستخدم هاته التكنولوجيا مستقبلا لانها سوف تسرح العمال وفي المقابل يكون لديها مداخيل اكبر بكثير لكن ايضا تحتاج افراد ينفقون لشراء منتجاتها وهنا يأتي دور UBI.
السؤال الذي يجب طرحه اين نحن من كل هذا، طبعا لا اتحدث عن المنافسة في هذا المجال لان الامر مستحيل في المرحلة الحالية لكن اتحدث عن استقطاب شركات من هاته النوعية ستبحث مستقبلا عن مناطق استثمار جديدة ودول تفرض نسبة ضرائب اقل، خاصة ان الجزائر بوابة افريقيا ومطلة على البحر الابيض المتوسط، عائق اليد العاملة لن يكون موجود باعتبار ان الالة موجودة، سنحتاج استثمار في البنية التحتية وتحسين لقطاعنا المصرفي بالاضافة الى تغيير القوانين والتنظيمات الخاصة بالاستثمار الاجنبي وهكذا نطمن مداخيل مستدامة للدولة سواء من العملة الصعبة او الضرائب جزء منها يذهب لدعم الانفاق عند الافراد.
العالم يتغير بوتيرة سريعة جدا ومخيفة والسياسة الاقتصادية القائمة على متابعة صفحات فايسبوكية تنشر مطالب اجتماعية مشروعة لافراد وعيهم الاقتصادي منحصر في خرافة الف مليار دولار لا اعتقد انها ستكون سياسة اقتصادية ناجعة لان الاشكال اساسا ليس في توزيع مداخيل الدولة على المجتمع بل في قيمة هاته المداخيل من الاساس مقارنة بعدد السكان، الحياة في مجملها خيارات وكل خيار لديه سلبياته وايجابياته لكن الاكيد والذي لا نقاش فيه يستحيل الحصول على نتائج مختلفة بنفس الاساليب.